أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الثلاثاء، أبريل 29، 2014

حانت الساعة





جمال اللافي


عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في قصة سؤال جبريل عليه السلام عن الإيمان والإسلام والإحسان، وفي آخره قول جبريل عليه السلام: فأخبرني عن الساعة؟ قال صلى الله عليه وسلم : " ما المسؤولُ عنها بأعلمَ من السائل " قال: فأخبرني عن أمارتها ؟ قال: " أن تلد الأمةُ ربَّتها، وأن ترى الحُفاة العُراةَ، العالةَ رِعاء الشاء، يتطاولون في البنيان"[1].



بداية،

      هذه المقالة ليست محاولة لتفسير نص شرعي. ولكنها قراءة لهذا الحديث الشريف من منظور واقع المجتمع الإسلامي اليوم. وتأمل لظاهرة معمارية تنتشر في عالمنا الإسلامي، لا يرتجى من ورائها خير.


الموضوع،

لماذا أخبرنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أن من علامات الساعة، أن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. ولماذا وصفهم بهذا الوصف تحديداً (الحفاة العراة العالة رعاء الشاء)؟

ما يجب أن نعرفه أولاً، أن حالة التطاول (على وزن التفاعل)، نفهم منها أنها تعني التنافس في الارتفاع بالمباني إلى أقصى حد ممكن والتفاخر بذلك، وكلما وصل مبنى إلى حد معين نافسه الآخر بالزيادة عليه ولا تتوقف العملية عند حد، بل هي في استمرار لا يتوقف إلاّ بوجود رادع أو مانع قوي.

وهذا التطاول في البنيان (أي الارتفاع به في السماء) ليس مذموما لذاته، عندما يأتي ذلك تعبيراً عما وصلت إليه الحضارة الإنسانية من تقدم علمي وتطور تقني ولضرورة تستدعيها الحاجة لذلك ومنفعة لعموم الناس. فالإسلام لا يتعارض، لا مع العلم ولا مع التقدم التقني ولا مع عمارة الأرض ولا مع المصلحة العامة، في غير إسراف ولا تبذير.

·        إذاً، أين تكمن المشكلة في هذا الموضوع؟
·        وهل هناك مشكلة أصلاً؟
·        ولماذا لا نعتبر الأمر مجرد إقرار بمرحلة من التقدم العلمي والتقني ستصل إليها الحضارة البشرية. وتكون تلك المرحلة علامة على استيفاء الدنيا عمرها الزمني. فقط ليس إلاّ؟

كان يمكن أن يأتي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بغير تلك الصيغة، إذا كانت الغاية من الموضوع هي الإقرار بنهاية الدنيا عندما تصل الحضارة الإنسانية إلى هذه المرحلة من التقدم العلمي والتقني. ولكنه الذي قال فيه المولى عز وجل في محكم كتابه الكريم: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى(3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[2] ، وبالتالي لا يمكن أن تأتي هذه الجملة عبثاً.

إذاً، هي إلى جانب كونها إقراراً بمرحلة ستأتي، فهي ذم في معرض مدح. ذم لحالة أقوام (الحفاة العراة رعاء الشاء) في معرض مدح لمرحلة من التقدم العلمي والتقني (التطاول في البنيان) ستصلها البشرية في يوم ما.

·        ولكن، من هم هؤلاء الحفاة العراة- وسنتجاوز قليلا عن مسألة الخوض في معنى "رعاء الشاء"؟
·        ولماذا وصفوا بهذا الوصف المشين تحديداً؟

لا أعتقد جازماً كغيري، أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو القائل: " ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء" [3]. يصدر عنه كلمات تستهزئ بقومه أو يستهين بهم أو ينتقص من قدرهم. وهو في معرض تعليمهم أمور دينهم ويأمرهم بحسن الخلق. فيخاطبهم بوصفه لهم بالحفاة العراة رعاء الشاء وبأن الدنيا ستنتهي عندما يتطاولون في البنيان.

عندما يوصف الإنسان بأنه حافي القدمين عاري الجسد، فهذا يعني أنه وصل في مرحلة الفقر إلى درجة شديدة من العوز بحيث لا يمتلك ما يستر به جسده أو يحمي به قدميه عند المشي على الأرض.


وعليه نفهم من هذا الحديث الشريف، أنه يقرُّ بوجود حالة من التمايز الطبقي ستكون بين المسلمين تصل إلى ذروتها القصوى من السفه وانعدام الضمير، أن يطلع حكام المسلمين وأثرياهم على سوء أحوال عموم المسلمين في أوطانهم أو في كثير من دول العالم نتيجة استشراء الظلم والعدوان الواقع عليهم وانعدام فرص العيش الكريم لديهم، فيكتفون بمجرد النظر ولا يبالون بنجدتهم ولا بتحسين أحوالهم ولا بتوفير مصادر العيش الكريم لهم ولا بالدفاع عنهم ولا بتأمين حاجاتهم الضرورة من كساء وغطاء ومأكل ومشرب. وربما يشاركون في تأزيم هذه الحالة لغاية في نفوسهم. وهي في بعض منها استغلال لحاجة هؤلاء البؤساء وتسخيرهم في خدمتهم وتلبية رغباتهم وإشباع شهواتهم. وصرف أموالهم في بناء ناطحات السحاب التي تتنافس في الطول والزيادة، لمجرد التفاخر بهذا الأمر بينهم وإشباع نزعة الغرور عندهم. وهذا واقع تقره الكثير من المصادر الإعلامية والحقائق المرصودة اليوم.


وهذا الحديث الشريف في صيغته هذه، هو إقرار أيضا  بحجم الانحدار الحضاري والتخلف القيمي والاجتماعي، الذي ستعايشه الأمة الإسلامية على وجه التحديد في يوم ما، يقابله مظاهر فارهة من العمران في نطاق الخواص من حكامها ومترفيها، ولا يصب في مصلحة وفائدة ومنفعة عموم المسلمين، الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ولا يجدون مأوي يقيهم حر الصيف وبرد الشتاء. يقابلها مظاهر استهلاكية، لا تعرف طريقها للإنتاج. ولهذا جاء الإقرار بكونهم عالة رعاء الشاء، لتدل على أن كل هذه المظاهر العمرانية لا تقابلها أي مظاهر حقيقية للمدنية في واقع حال المسلمين. بل هي مدنية مستجلبة بفعل كثرة الأموال من دول أخرى متقدمة علميا وتقنيا وصناعيا لتوضع في بلاد المسلمين فقط من باب التطاول والتفاخر والمباهاة. أما الواقع فيقول أنهم قد انحدروا في سلم الحضارة الإنسانية إلى مرحلة بدائية هي مرحلة الرعي (رعي الشياء).


      ولهذا جمع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المترفين مع عامة الناس تحت مصطلح أو معرف (الحفاة العراة رعاء الشاء)، للإقرار بحالة عامة ستكون منتشرة في آخر الزمان يغلب عليها هذه الصفات. بغض النظر عن وضع المترفين وهم قلة، ترتدي أفخم الملابس وتنتعل أجود أنواع الأحدية، لأن القاعدة تأخذ بالغلبة وليس بالاستثناء.

     وكيف تستقيم الأمور في مجتمعات غالبتها العظمى من الحفاة العراة المتخلفين في السلم الحضاري عن الشعوب والأمم التي تجاورهم، أن يصرفوا أموالهم في التطاول في البنيان بدلاً من تحسين أحوالهم وظروفهم المعيشية ودفع ضرر العوز عنهم؟! وبالتالي فهذا الحديث جاء في معرض ذم لهذه المرحلة، التي يتفشى فيها الظلم الشديد والفساد، إلى هذه الدرجة من التباين الطبقي بين مجموعة من المترفين ومجتمعات من المعوزين. رغم توفر الأموال والثروات الطائلة التي تكفي الجميع وزيادة. 



      وكان من الطبيعي والمفترض، أن يتداعى الجسد الإسلامي لبعضه البعض في أحلك الظروف، فإن اشتكى عضو فيه تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. وإن لم تتداعَ سائر الأعضاء لشكوى عضو، فهذا يعني أن الخلل أو المرض أو ضعف المناعة قد أصابها كلها بحيث أعجزها عن نجدة بعضها البعض.

     ولهذا اعتبر المترفون وهم قلة يعيشون في مجتمعات غلب عليها الفقر المدقع وغياب فرص العمل والعيش الكريم لعامة المسلمين، في حالة ميؤوس منها لا تمكنهم من نجدة إخوانهم المسلمين المحتاجين إلى عونهم، لأنهم هم أيضا يعانون. ولكن ليس من الفقر، بل من حالة نفسية مرضية مستعصية هي قسوة القلوب وانعدام الرحمة فيها وانتفاء العدل عنها .

      وقسوة القلوب مجلبة لغضب الرب. وهو إقرار في حقيقته بما ستصل إليه البشرية في عمومها والمجتمع الإسلامي على وجه التحديد من انحطاط أخلاقي في مقابل التقدم العلمي. ولأن الأخلاق هي المقوم الأساسي لوجود البشر بعد توحيد العبودية لله على وجه الأرض. فقد انتفى بغيابها هذا المبرر لاستمرار الحياة البشرية.

وحيث أن هذا الحديث الشريف يقر بعلامة من علامات آخر الزمن، إلاّ أنه لا يعني بالضرورة نهاية العالم. بل ربما هي إقرار بوضع غير طبيعي، لا يفترض أن يكون عليه حال الأمة الإسلامية في يوم ما. حال وجب تغييره عندما يقع. ولأنه واقع اليوم، فلا نجد ما نقوله غير:


حانت الساعة... ساعة التغيير للأفضل.




[1] الحديث بطوله رواه مسلم 

[2] - الآية (4) - سورة النجم.

[3] - رواه البخاري في الأدب وأحمد وابن حبان والحاكم.


الخميس، أبريل 24، 2014

الوطن




دكتور/ العارف عكعك

هناك من يسكن الوطن. وهناك من يسكنه الوطن.

الوطن، ليس غنيمة نبحث عنها إن وجدناها أحببناه وإن تعذّرت كرهناه .

الوطن،  ليس بيتاً فارهاً إن اقتنيناه قدسناه وإن سكنّا في فلاةٍ نظل نلعنه كلّ حين.

الوطن،  ليس حياة رغيدة تخلو من المشاكل والمنغصات.

هو، ليس فقط خدمات مجانية... وتوظيف حكومي من أجل مرتب بدون عمل.

هو ليس شعاراً يرفع وليس جنسية تحمل على جواز السفر وليس مجرد أوراق ثبوتية. وفوق كل ذلك هو ليس الحكومة، ولا موظف الدولة، ولا نائب البرلمان وبالتأكيد هو ليس المؤتمر الوطني.

فما الوطن ؟!
هو جغرافية المكان الممزوجة بروح تاريخ الأجداد و جهادهم.
هو تضحيات الآخرين من أجل أن تنعم بالحياة أنت وأنا.
هو التراب المخلوط برميم عظام الأسلاف، نمشي عليه وتتعفر به ثيابنا ووجوهنا. هو عبقهم.
هو الأزقة الضيقة والشوارع الواسعة وهو طوابي الهندي وأشجار النخيل والزيتون.

هو شط البحر. هو، الجبال الشامخة والصحارى والواحات والسهول والوديان. هو، الجنوب بمُرزقهِ الجميلة و كُفرتهِ الشامخة وأوباريه الهادئة. هو، جغبوب السنوسية في شرقه وغدامس العراقة في غربه. هو، الساحل بكافة مدنه وقراه. هو، كل حبة رمل فيه. هو، كل شيئٍ فينا وفيه.

هو ذكريات الصبا و لعبة تنقيز الحبل والنقيزة والزربوط والبتش بتيره الضخم. هو، أصدقاء الدراسة وقصصهم. هو، ذكريات لمات الزرادي والسمر. هو لحظات الفرح ولحظات الحزن.

هو دعوات الوالدين لك وأنت تغادر بيتك لتتعلم حرفا أو تكسب رزقا. هو، تجمع أسرتك في الظهيرة و بعد مغيب الشمس أمام التلفاز وحول أكواب الشاي .

هو جلسات مع الأصدقاء على ركابات البيوت وفي المقاهي على فناجين القهوة ورائحتها المميزة. هو، ضحكات وقفشات الأهل والأحباب .

هو الجار الذي يبتسم لك كلما قابلك ويزورك في فرحك وحزنك .

هو أولاد شارعنا القديم .... هو محطات قطار العمر بحلوها و مرها.

هو الحنين .. الدفء .. الحب .. العشق ..

هو والدتك .. ووالدك .. و جدتك و جدك ..

هو كل ذلك وأكثر ..

هو انتماؤك لكل ما سبق ، وإيمانك بهويّتك، بأنك جزء من كل ذلك، تؤثر وتتأثر .

باختصار،

الوطن، هو أنت بسحنتك وملامحك وثقافتك وإرثك  .

الاثنين، أبريل 21، 2014

أبو بكر ساسي شيخ الخطاطين و المزخرفين الليبيين





دكتور عياد هاشم

الشيخ الخطاط أبو بكر ساسي المغربي
تتسع دائرة الفن التشكيلي لتحوي العديد من المجالات التخصصية المختلفة، ونعلم أهمية الخط العربي وجمالياته الرائعة، وما يمثله في الحضارة الفنية الإسلامية حتى غدا أحد العناصر الاستيحائية في أعمال الفنانين العرب و الأجانب على حد سواء مما صار نمطا معينا سمي بالمدرسة الحروفية في اللوحات التشكيلية العربية و أيضا قد تداخل الحرف العربي مع بقية عناصر العمل الفني و تكويناته المختلفة في اللوحة التشكيلية المعاصرة بتجريدات خطية متقنة عند الكثيرين.

بعض الفنانين الذين التزموا بقواعد الخط و لم يخرجوا عنها، و قدموه كما هو مع زخارف معينة خدمة للدين الإسلامي الحنيف من ناحية و ما يريده كثير من المعجبين من ناحية أخرى إما بتشكيلاته بزخارف نباتية و هندسية بما يتناسب مع مضامين و أشكال الزخرفة العربية الإسلامية و ما تمثله من بعد روحي يتسامى مع ما يبدعه المشتغلين به في إظهار قيم فنية و جمالية رائعة داخل إطار مدروس.

الشيخ المرحوم أبو بكر ساسي فنان و خطاط و مزخرف جيد من جيل الرواد في التشكيل الخطي الليبي الحديث و المعاصر قد قدم أعمال جليلة و رائدة قد أهلته أن يكون من بين هؤلاء الرواد الذين نعتز بهم دائما .. فناننا قد تخرج من الأزهر الشريف عام 1943 م. وتعلم الخط في معهد تحسين الخطوط بالأزهر الشريف أيضا، حيث درس الخطوط العربية والزخرفة الإسلامية أثناء رحلته الدراسية إلى مصر الشقيقة التي دامت حوالي خمس سنوات، هذا الفنان الخطاط المتعدد المواهب صاحب الطموحات الكبيرة، الذي تأمل أن يدخل كلية الفنون والهندسة التطبيقية الإيطالية في القاهرة – وهذا ربما لأنه يتقن اللغة الإيطالية – أو معهد الموسيقى، إلا أنه لم يستطع حيث حالت الحرب العالمية الثانية وتأثيراتها السلبية دون تحقيق رغباته.

فناننا اليوم قد اشتغل في تخصصه كخطاط ومزخرف في تصميم وصنع اللوحات الإعلانية والأختام النحاسية وقام بتدريس الخط العربي والزخرفة الإسلامية. وهو أحد المبدعين القلائل في ذلك الوقت ممن تخصصوا في هذا الفرع من الفنون التطبيقية. تخرج على يديه الكثير من الخطاطين الذين مارسوا الفن وأصبح بعضهم من مشاهير الرواد في بلادنا أمثال/ محمد النعاس وصبري الأمير ومحمد بانون ومحمد الخوجة وغيرهم في دفعات أولى وكانوا يفوقون الخمسين خطاطا ومزخرفا. أقام وأشرف على دورات كثيرة لتحسين الخطوط والزخرفة الإسلامية. كما عمل على إقامة المعارض المناسبة لها وقد تقدم بتأسيس معهد الخط العربي والزخرفة الإسلامية. ثم كان له العمل الخطي المتميز الكبير وهو عمل خط المصحف الشريف للدولة الليبية وأصبح بين أيدي القراء شيئا رائعا ومخلدا يقرأون القرآن الكريم ويتمتعون بجمال خطه المتميز.
كتابة الشيخ للمصحف الشريف للدولة الليبية


هذه لمحة تاريخية سريعة للفنان والخطاط والمزخرف الرائد المرحوم الشيخ أبو بكر ساسي، كبير الخطاطين في بلادنا. وسوف نوالي الحديث عن فناني الحركة التشكيلية الليبية المتميزين معتمدين على ما نحصل عليه من معلومات من هنا وهناك بالغة وغياب الأرشيف والتوثيق .

الخميس، أبريل 10، 2014

الأكشاك وأوجه تحسين البيئة العمرانية



جمال اللافي


هناك حملة تحرض على مقاطعة الأكشاك والمباني العشوائية، في ليبيا، لها صفحات على facebook.

لن اناقش هنا مفهوم المباني العشوائية عندنا، لأن هناك الكثير من المباني- بل مناطق بأكملها تقام كل يوم، حصلت على تراخيص من التخطيط العمراني والبلدية بطريقة أو أخرى- تقع ضمن دائرة العشوائيات وهذه الحملة لا تستهدفها.

ولكن لنتحدث عن الأكشاك المنتشرة في كثير من الأماكن من مدننا الليبية وعلى رأسها العاصمة طرابلس، التي تعتبرها هذه الحملة تشويهاً يجب إزالته. ولننظر للعالم المتحضر كيف يتعاطى معها ويفسح لها المجال باعتبارها جزءاً أصيلاً ومهماً في تشكيل وصياغة صورة البيئة العمرانية وتأثيرها على حيز المكان الذي تقام فيه بتنوع نشاطاتها الاقتصادية من إضفاء الحيوية عليه. إلى جانب ما توفره من احتياجات للسكان وبأسعار في متناول الجميع. إضافة لما تحققه من مصادر دخل لكثير من العائلات، التي تتعفف عن مد يدها إلى المال الحرام أو تتسول الحسنة من الناس.

والمفترض في حالة اعتبار أن هذه الأكشاك تمثل اعتداءً على فضاءات ما كان لها أن تستغل من طرف هؤلاء الباعة أو تقام عليها أكشاك لسبب ما، فيمكن للجهات المسؤولة اتخاذ بعض الاجراءات والتدابير:
§                    تقنين هذه العملية وتوجيههم لأماكن محددة،
§                    تحديد احتياجات كل منطقة من هذه الأكشاك الثابتة والمتنقلة وعددها وتنويع نشاطاتها (أعمال فنية وتشكيلية/ صناعات حرفية/ خرداوات/ منتجات زراعية/ منتجات حيوانية باستثناء اللحوم/ كتب وصحف ومجلات/ أزهار ونباتات زينة وشتلات الأشجار المثمرة/ التحف والهدايا/ عربات العصائر الطبيعية والمثلجات... إلخ).
§                    تصميم هذه الأكشاك والفضاءات التي تتجمع بها بما يثري جماليات البيئة ولا يشوهها من قبل مكاتب متخصصة.
§                    فرض شروط محددة للمحافظة على البيئة والنظافة وجماليات المكان.
§                    تأجير الأماكن لهم بمقابل مادي يتناسب مع ظروفهم المعيشية.
§                 إتاحة الفرصة للشباب الليبي العاطل عن العمل للتمكن من امتلاك فضاء خاص بهم لبيع أي منتج يمكنهم تسويقه، بل وتوفير امكانيات البداية لهم من خلال دعمهم ببعض المنتجات والصناعات المحلية القابلة للتسويق.
§                    مراقبة الجودة والسلامة الصحية والأمان وسلوكيات الباعة.
§                    مراقبة الأسعار.

سيكون العرض من خلال مجموعة من الصور لمدن متعددة تقع على ضفاف البحر الأبيض المتوسط ، لتكون الرسالة أوضح وبدون تعليق، لنترك لكم أنتم التعليق على هذا الأمر وإثراء الموضوع.

هذا رابط الصور:




الثلاثاء، أبريل 08، 2014

مقترح لمسابقة حضرية لتحسين البيئة العمرانية والمعمارية


  
جمال اللافي


هذا مقترح يستهدف تحفيز المجتمع المدني في مدينة طرابلس على المشاركة الفاعلة في تحسين البيئة العمرانية لمناطقهم (يمكن تعميمه على باقي المدن الليبية) وذلك تحقيقا للعديد من الغايات والأهداف وهي:

الأهداف/
         تفعيل مشاركة المواطنين وجميع المؤسسات الليبية العامة والخاصة في عمليات تحسين بيئتهم العمرانية والمعمارية، من خلال إشاعة روح التنافس بينهم وتحفيزهم ماديا ومعنويا على المشاركة والتفاعل مع البرامج المقترحة. وعدم الاعتماد على الدولة في اتخاذ القرارات وتحديد أوجه الصرف، حيث ستكون مهمة الدولة هي الرقابة والتوجيه ودعم هذه الجهود ماليا وإداريا وقانونياً.
         تقنين أوجه الصرف على المشروعات من خلال ما تمّ إنجازه على مستوى المناطق من مشاريع خدمية ومرافق وبنى تحتية فعلية.
         إتاحة الفرصة لكل منطقة من استثمار مقوماتها البيئية وتحديد احتياجاتها الفعلية من مرافق وخدمات بما يحقق متطلبات التنمية المستدامة وتحسين ظروف البيئة. وتشجيعهم على تقديم المقترحات بالتعديلات أو الإضافات التي ستسهم في خلق بيئة عمرانية حضرية متكاملة المرافق والخدمات والبنى التحتية.
         القضاء على المركزية الإدارية في مدينة طرابلس وإعطاء الفرصة لكل منطقة أن تعيد تخطيط محيطها بما يتناسب مع معطياتها البيئية واحتياجاتها الفعلية.

تعتمد فكرة المسابقة على/
         اختيار موقع مميز في كل منطقة من المناطق الثلاثة عشر التي تتشكل منها مدينة طرابلس الكبرى ليكون مجالاً للتسابق بين هذه المناطق.
§        منطقة فشلوم: شارع الإمام أبو حنيفة بالقرب من مدرسة جامع عمورة.
§        منطقة الظهرة: مركز الظهر الذي يجمع السوق والحديقة ومحطة الركاب.
§        منطقة سيدي خليفة: الساحة المجمعة الملاصقة لجامع القلالي والمباني المحيطة بها.
§        غوط الشعال: سوق الخضرة والمنطقة المحيطة به.
§        تاجوراء: منطقة مطاعم السمك.
وهكذا باقي المناطق، حيث يتم اختيار الموقع المميز فيها ويعاد دراسته حضريا وتطبيق هذه الدراسة عليه.

إجراءات عامة/
         يتم تشكيل لجنة تنظيمية وأخرى تحكيمية لتحديد هذه المناطق ووضع شروط هذه المسابقة ومعايير التقييم.
         توضع رؤية عامة لصورة مدينة طرابلس كمدينة إسلامية متوسطية بحيث تتماشى جميع المقترحات مع هذه الرؤية ولا تخرج عنها.
         يتم تسجيل المكاتب الهندسية والشركات الراغبة في المساهمة في مقر المجلس المحلي لكل منطقة وتحال القائمة إلى المجلس المحلي لمدينة طرابلس.
         وضع شروط المسابقة ومعايير التقييم بالتنسيق بين اللجنتين التنظيمية والتحكيمية، ويتم ذلك بتقديم كل عضو لمقترحاته التي تناقش في اجتماع عام ويعتمد ما يتناسب منها والمستهدف من هذه المسابقة.
         يتم التنسيق مع المجالس المحلية في المناطق الثلاثة عشر وتوجيههم لما يجب القيام به.
         تحديد موعد الإعلان عن المباشرة في تنظيم المسابقة وتحديد موعد التقييم والإعلان عن النتائج النهائية ( 17 فبراير/ 20 رمضان/24 ديسمبر). وتستمر فعالية هذه المسابقة لمدة أسبوعين.

رؤية مستقبلية/
         اعتماد هذه المسابقة بين جميع مناطق مدينة طرابلس في صورتها النهائية سنوياً، وتعتبر مهرجاناً احتفالياً لمدينة طرابلس، تقام على هامشه المعارض التشكيلية والمعمارية والحرفية والمسابقات الثقافية والفنية.
         اعتماد نظام المسابقات المعمارية المحلية في كل مشروع جديد يقام أو تحسين لمنطقة قائمة في أي من هذه المناطق وذلك بعد أخذ موافقة السكان عليه واعتماد الموقع من قبل المجلس المحلي لمدينة طرابلس وموافقته على طبيعة المشروع ومدى ملائمته لتلك المنطقة.
         يمنح كل من يعتمد هذا الإجراء تسهيلات مالية وإدارية وإعفاءات ضريبية وجمركية، تعادل ما تمّ صرفه بعد اعتماد التصاميم المعمارية والتنفيذية التي سيتم اعتمادها من خلال مسابقات معمارية يعلن عنها بالخصوص.

الجوائز التقديرية/
         تمنح المناطق الفائزة بالتراتيب الخمسة الأولى جوائز عينية وشهادات تقديرية تحدد تراتيبهم على التوالي كأفضل تحسينات ومعالجات بيئية. وتزداد قيمة الجائزة كلما ازداد حجم التحسينات.
         تمنح جائزة مالية لصاحب أفضل بيت تمّ تحسين صورته المعمارية بما يتماشى مع متطلبات المسابقة في كل منطقة.
         تمنح جائزة مالية لأفضل بيت أو مبنى يتم تصميمه وتنفيذه مستقبلاً ضمن فعاليات الدورات التالية (بحيث يشجع ذلك المجالس المحلية في كل منطقة على مراعاة الأسس العلمية والتخطيطية والتصميمية للمباني التي تقام في نطاقها مستقبلاً).

اشتراطات المسابقة/
         يشترط وضع تصور عام لإمكانيات تحسين البيئة العمرانية في كل منطقة من قبل المكاتب الهندسية المشاركة في هذه المسابقة. على أن تشكل لجنة تقييم في كل منطقة للموافقة على المقترحات المقدمة وقبول الأنسب. وهذا ما سيساعد مستقبلا على وضع رؤية تخطيطية مستقبلية لتحسين صورة هذه المناطق. ويمنح المكتب الفائز جوائز تشجيعية عينية وشهادات تقدير من قبل تلك المناطق. كما يمنح هذا المكتب فرصة استكمال الخرائط التنفيذية والإشراف على تنفيذها على أرض الواقع وما يترتب على ذلك من إجراءات مالية.
         يشترط في هذه المسابقة إدخال عناصر تأثيث وتنسيق للفراغات الحضرية والشوارع والساحات والمباني في جميع المناطق تتضمن إدخال مواد وعناصر محلية كتبليط الشوارع بالأحجار واستخدام النباتات والأشجار المزهرة والنخيل في تنسيقها كذلك المظلات والأكشاك المتنوعة وغير ذلك من التفاصيل والعناصر.






         إعادة الاعتبار للونين الأبيض والأخضر في جميع المباني تعبيرا عن الخصوصية الثقافية التاريخية لمدينة طرابلس( توحيد ألوان البيوت والمباني في كل منطقة).
         إلغاء اللافتات البلاستيكية الكبيرة واستبدالها بيافطات معدنية صغير تعلق على واجهة المحلات.
         استخدام المحلات التجارية والمطاعم للمظلات المشمعة بألوانها الموحدة في كل شارع.



         السماح لبائعي الخضروات والخردوات وأكشاك الجرائد والزهور باستخدام الساحات العامة بعد وضع التصاميم اللازمة وتنفيذها بمواد تسهم في تحسين صورة البيئة وتأجيرها بأسعار مشجعة، مع ضمانة عدم عرقلتها لحركة المشاة والمركبات الآلية.
         اعتماد تصنيف بنشاط معين لكل منطقة يميزها عن غيرها من المناطق( ثقافية/ تجارية/ صناعية/ رياضية/ تاريخية/ ... إلخ).
         بالنسبة للمناطق التجارية (الظهرة مكتبات عامة وقرطاسية/ 11 يونيو مواد بناء ومعارض سيارات/ منطقة أخرى بيع الأثاث بجميع أنواعه وهكذا). بحيث يعاد تخطيط وتصميم هذه المناطق بما يتناسب مع هذا النشاط دون أن يتسبب ذلك في عرقلة حركة المرور أو التضييق على السكان القاطنين بالمنطقة، مع توفير كامل الخدمات والمرافق المترتبة على ذلك.
         تنظيم بازارات أسبوعية أو شهرية دائمة في كل منطقة تباع فيها جميع الأغراض والمنتجات المحلية وإغلاق الشوارع في ذلك اليوم ومنع مرور السيارات منها بداية من فجر ذلك اليوم حتى العصر. 



الدعاية والإعلان/
         تخصيص برنامج إذاعي (مرئي ومسموع) لمتابعة فعاليات هذه المسابقة منذ بداياتها وحتى إعلان النتائج، يتولى توعية المواطنين وتحفيزهم على المشاركة والإعلان عن الجهات المساهمة وتخصيص حيز إعلاني مجاني لهم يعادل حجم مساهمتهم.
         إصدار جريدة يومية خلال فترة الاحتفالية باسم كل منطقة لمتابعة فعالياتها.
         تصميم وتوزيع الملصقات الدعائية.

الحوافز التشجيعية الدائمة/
         تقديم تسهيلات إدارية ومالية وضريبية وجمركية لجميع الشركات والمؤسسات والمكاتب والمصانع التي ستساهم في إنجاح هذا البرنامج لمدة سنة كاملة، قابلة للتجدد كلما تجددت مشاركاتهم. وتكون هذه التسهيلات على قدر مساهمتهم.
         تمنح المناطق التي تخصص مساحات وفضاءات مناسبة لإقامة حدائق ومتنزهات وساحات للعب الأطفال وممرات مشاة ومراكز حرفية وثقافية واجتماعية لخدمة سكان المنطقة، تسهيلات مالية وإدارية وإعفاءات ضريبية وجمركية، تعادل ما تمّ صرفه بعد اعتماد التصاميم المعمارية والتنفيذية التي سيتم اعتمادها من خلال مسابقات معمارية يعلن عنها بالخصوص.

         تمنح المدارس والجامعات الخاصة التي تباشر في بناء مؤسسات تعليمية وفق المعايير التصميمة الصحيحة تسهيلات مالية وإدارية وإعفاءات ضريبية وجمركية، تعادل ما تمّ صرفه بعد اعتماد التصاميم المعمارية والتنفيذية التي سيتم اعتمادها من خلال مسابقات معمارية يعلن عنها بالخصوص.
         تعاقب كل منطقة يتم التعدي فيها على المعالم التاريخية والطبيعية الواقعة في نطاقها بالحرمان من الدعم المادي لجميع المؤسسات الواقعة في نطاقها بما في ذلك المرتبات الشهرية لأعضاء المجلس المحلي والحرس البلدي والشرطة الزراعية وغيرهم من المسؤولين على حماية هذه المواقع. وقد تصل العقوبة إلى الإعفاء من مناصبهم وتكليف عناصر جديدة مؤهلة. وتتضاعف هذه العقوبة على قدر الضرر الحاصل بمنطقتهم.
         يسمح لأعضاء اللجنة التنظيمية بالمشاركة في تطوير مناطقهم. كما يسمح للجنة التحكيم بتقديم استشاراتهم الفنية لمن يطلبها.
         يترتب على دعم هذه المسابقة ماليا من قبل الشركات والمؤسسات الخاصة والعامة توزيع لوحات إعلانية مجانية تعادل قيمة مشاركتهم على مدار السنة في جميع المناطق التي ساهموا في إعادة تحسينها وإعمارها.
         تمنح المكاتب الهندسية المشاركة بوضع الأفكار والتخطيطية والتصميمية وشركات المقاولات المساهمة في تحسين البيئة العمرانية والمعمارية الواقعة في نطاقهم تسهيلات إدارية وإعفاءات ضريبية وجمركية لمدة سنة كاملة أو سنتين.

      تشكيل لجنة تحضيرية ولجنة تنظيمية ولجنة تحكيمية. وتسمية أعضائها من قبل رئيس المجلس المحلي لبلدية طرابلس.


المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية